image

في وداعه.. الأوساط العلمية والقيادية تستذكر "نصيف" القدوة

في واحدة من أكثر القصص إلهامًا في مسيرة البناء السعودي، كان معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف نموذجاً للتفاني في خدمة العلم والمعرفة، وببالغ الأسى والحزن، تلقت الأوساط العلمية والقيادية نبأ وفاة الدكتور عبدالله، أمس الأحد، حيث فقدت المملكة واحداً من أبرز أبنائها الذين ربطوا بين البحث العلمي الرصين والعمل القيادي المؤثر.

ولد الفقيد في مدينة جدة عام 1939م، حاملاً شغفاً بالعلم والمعرفة، وبدأ حياته الأكاديمية كمتخصص في علوم الجيولوجيا (علوم الأرض)، وسرعان ما أثبت قدرته على بناء المؤسسات، وكانت إدارته لجامعة الملك عبدالعزيز فترة ذهبية اتسمت بالتوسع النوعي والكمي، حيث آمن بأن البحث العلمي هو قاطرة التنمية، وعمل بجد على تطوير البرامج الأكاديمية وربط مخرجات الجامعة بمتطلبات السوق والمجتمع.

 ربط البحث العلمي بمتطلبات السوق والمجتمع

وتعد فترة إدارته لـ جامعة الملك عبدالعزيز هي الفصل الأبرز في مسيرته القيادية، في تلك الحقبة، حيث كان قائدًا ومهندس نهضة الجامعة، حيث عمل على تحويل الجامعة إلى منارة علمية متكاملة، وأسهم بشكل مباشر في ودفع بعجلة البحث العلمي قدماً، وأشرف على توسيع الكليات والأقسام لخدمة تخصصات جديدة، كان يؤمن بأن الجامعة يجب أن تكون امتداداً للمجتمع، فعمل على ربطها بمبادرات ثقافية وعلمية، ليرسخ مكانتها، وأكسبته هذه التجربة الحنكة الإدارية التي أهلته لمناصب مهمة.

 سفير الوسطية والاعتدال

انتقل الدكتور نصيف من قيادة صرح تعليمي إلى شغل منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. في هذا المنصب، كان مدافعاً عن القضايا الإسلامية، وداعياً إلى الحوار والتفاهم بين الشعوب والأديان، وتميز الفقيد بأسلوبه الهادئ والمنطقي، وكان صوته يمثل الاعتدال في المؤتمرات الدولية. هذه الجهود في خدمة العقيدة والدعوة هي ما أهّلته للحصول على أعلى تكريم، وهو جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1991م.

وبالتوازي مع دوره الدعوي، كان له بصمة وطنية هامة كـ نائب لرئيس مجلس الشورى، حيث خدم في إحدى دوراته ليكون نموذجاً للحكمة والرؤية الثاقبة في صنع القرار التشريعي.

 إرثًا فكريًا لا يزول

ترك الدكتور عبدالله نصيف إرثاً فكرياً ثرياً من المؤلفات والمحاضرات التي تعكس عمق فكره واعتداله. لقد عبّر عدد من الشخصيات الأكاديمية والقيادية عن حزنهم، مؤكدين أن الفقيد يمثل جيلاً كاملاً من الرواد الذين أسسوا للنهضة السعودية الحديثة في مجالات التعليم والإدارة والدعوة.

وتتقدم جامعة الملك عبد العزيز وكافة قياداتها ومنسوبيها بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى عائلة الفقيد، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان

الأخبار المتعلقة

مشاركة

ابحث في جامعة الملك عبدالعزيز